السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ثارت مجادلة كادت أن تتحول إلى مشاجرة بين اثنين من أصدقائي بسبب إصرار أحدهما على
استخدام المسبحة في أثناء ذكره لضمان عدم الخطأ في العدد في حين يصر الآخر على أنها بدعة في الدين حسبما أفتى بعض الناس وأن فاعلها مبتدع يجب الإنكار عليه – فما هو القول الصحيح في هذه المسألة؟
يجب علي هذا التسال
الشيخ/أسامة إبراهيم حافظ - من فقهاء الجماعة الإسلامية
الأولى للإنسان المسلم أن يعقد التسبيحات على أصابعه (أي بالأنامل) ولا يعني هذا أبداً أن استخدام المسبحة من البدع التي تدخل صاحبها في عداد المبتدعين وإنما نقول أن التسبيح على الأنامل أولى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض نساء الصحابة (عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات) ولكن هذا لا يعني عدم مشروعية استخدام السبحة فقد ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى جواز استخدام المسبحة شريطة عدم اعتبارها أو الاعتقاد أنها سنة من السنن. وقد ثبت أن كثيراً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يستخدمون وسائل لعد تسبيحاتهم غير الأنامل فقد كان الصحابي الجليل سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه - كان يسبح بالحصى وكان كذلك يسبح على عقد في خيط (ما هذا الأخير إلا نوع من المسابح) وكانت السيدة صفية رضي الله عنها تسبح بالنوى وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يعد النوى في كيس يخرجها واحدة واحدة في كل تسبيحة حتى يأتي على آخرها وقد رجح جواز استخدام المسبحة الإمام الشوكاني في (نيل الأوطار) فمن شاء الاستزادة في هذا الأمر فليرجع إليه والله أعلم